مصر ليست مجرد وطن، بل هي فكرة وحضارة ورسالة، هي "أول نورٍ في الدنيا شقَّ ظلامَ الليل". مكانتها المركزية عبر العصور ليست صدفة، بل نتاج جغرافيا استراتيجية وتاريخ فكري لا ينضب.
تأسست الحضارة المصرية القديمة في الألفية الرابعة قبل الميلاد، فابتكرت الكتابة وأرست نظم الحكم والعدالة، وصاغت مفهوم الدولة المركزية المنظمة ومنذ إخناتون حتى الأديان السماوية، كانت مصر مركزاً للإلهام الروحي ومأوى للأنبياء.
جغرافياً، مصر هي مفتاح التحكم في طرق التجارة الدولية، ولا تزال قناة السويس تثبت هذه الأهمية الحيوية.
الحصن الذي لا يُكسر
شهدت مصر عشرات الغزوات (من الهكسوس والفرس والرومان إلى الصليبيين والمغول)، لكنها لم تُهزم حضارياً ولم تفقد هويتها. ودائماً ما كانت مصر هي القوة التي تعيد التوازن للمنطقة، كما حدث في معركتي المنصورة وعين جالوت.
إن الاستهداف التاريخي المتكرر لمصر يعود إلى:
1. موقعها الجغرافي الذي يربط ثلاث قارات.
2. قوتها الناعمة كمركز للوسطية والاعتدال في الثقافة والفكر.
3. أهميتها الجيوسياسية كمفتاح للاستقرار في الشرق الأوسط.
ترتكز "الجمهورية الجديدة" على:
نهضة شاملة في البنية التحتية، الاقتصاد الرقمي، والطاقة النظيفة.
قوة عسكرية رادعة ودبلوماسية فعالة تقوم على التوازن.
إدارة ذكية لملفات المياه والإرهاب والأزمات الإقليمية.
أما بالنسبة للقضية الفلسطينية، فموقف مصر ثابت منذ عام 1948:
رفض قاطع للتوطين أو التهجير، واعتباره تهديداً للأمن القومي.
دور محوري في الوساطة والمصالحة وإعادة الإعمار.
رسالة حاسمة من القيادة السياسية: "لن نسمح بتصفية القضية الفلسطينية على حساب أرضنا أو دمائنا."
لضمان استمرار ريادة مصر، يجب:
1. تحصين الجبهة الداخلية عبر الإعلام والتعليم والهوية الوطنية.
2. تنمية الانتماء لدى النشء بخطاب ثقافي متجدد.
3. الاستثمار في القوة الناعمة كذراع مكملة للقوة الصلبة.
4. تعميق الشراكات الاستراتيجية دون التفريط في السيادة.
ستبقى مصر كما أراد الله لها: نوراً يشق ظلام الجهل، وقوةً تردع العدوان، وحضارةً تسود لا تزول.
اللواء أحمد زغلول مهران
مساعد مدير المخابرات الحربية الأسبق، ونائب رئيس حزب المؤتمر رئيس الهيئة العليا للحزب. خبير متخصص في الشؤون العسكرية والأمنية.
إرسال تعليق