"عيوبنا ليست عائقًا للنجاح".. عبير شاهين تدعو لاكتشاف القوة في التحديات

كثيرًا ما نقضي حياتنا ونحن نحاول جاهدين إخفاء "عيوبنا" أو نقاط ضعفنا، خشية أن تكون عائقًا أمام تحقيق أحلامنا أو أن تكشف ضعفنا أمام الآخرين، نتصور أن النجاح حكرٌ على الأفراد الخاليين من النواقص، أو أولئك الذين يمتلكون صفات مثالية. ولكن، في الحقيقة التي أراها بوضوح، عيوبنا ليست عائقًا أمام نجاحاتنا، بل قد تكون في كثير من الأحيان هي البوابة غير المتوقعة نحوها.


إن أكبر خطأ نرتكبه هو عندما نقضي وقتنا في محاولة التظاهر بالكمال، أو عندما نسمح لهذه العيوب بأن تتحول إلى سجن يقيّد طموحاتنا، فبدلًا من أن نركز طاقتنا على إخفاء هذه الجوانب أو الخجل منها، لم لا ننظر إليها من زاوية مختلفة؟ لم لا نعتبرها جزءًا من تركيبتنا الفريدة، ونبحث عن الكيفية التي يمكن أن تتحول بها هذه التحديات إلى مصادر قوة؟


على سبيل المثال، قد يكون الخجل الزائد، الذي يعتبره البعض عيبًا، دافعًا لأن نكون مستمعين جيدين، أو أن نركز على تطوير مهاراتنا في مجالات أخرى تظهر إبداعنا، قد يكون التسرع في اتخاذ القرارات، والذي قد يؤدي إلى أخطاء، دافعًا لتعلم التخطيط الدقيق وتطوير مهارات تحليل المخاطر، كل "عيب" يمكن أن يكون له وجه آخر، وجه يحمل في طياته درسًا أو فرصة للتطور.


إن الفشل في تحقيق هدف ما، أو المرور بتجربة صعبة، ليس نهاية المطاف. إنها فرصتنا لإعادة التفكير، للتعلم من أخطائنا، ولصقل قدراتنا. عندما نتعامل مع عيوبنا بهذا المنطق، فإننا نتحرر من ثقل الكمالية المفرطة التي يفرضها علينا المجتمع، ونبدأ رحلة حقيقية نحو التصالح مع الذات، هذا التصالح هو الخطوة الأولى نحو تحويل ما نراه نقصًا إلى ميزة تنافسية.


تذكروا دائمًا أن العظمة لا تكمن في الخلو من العيوب، بل في كيفية التعامل معها وتحويلها إلى وقود للنمو، كل شخصية عظيمة مرت بتحديات وإخفاقات، لكن ما ميزها هو قدرتها على تجاوزها والاستفادة منها، فلنحتضن جوانبنا غير المثالية، ولنبحث فيها عن القوة الكامنة التي تنتظر أن تُكتشف، ففي النهاية، قصص نجاحاتنا الحقيقية غالبًا ما تُكتب بأقلام تتجاوز العيوب لتصنع من التحديات إنجازات.

Post a Comment

أحدث أقدم