بقلم: د. علي الدكروري
كان لي الشرف بالحضور والمشاركة في مؤتمر Afro-Asian، هذا الحدث الذي لا يمكن اعتباره مجرد تجمع دولي تقليدي، بل منصة حقيقية للحوار بين قارتين يجمعهما تاريخ طويل من التفاعل، وتحديات مشتركة، وفرص واعدة للمستقبل.
مؤتمر Afro-Asian يعكس بوضوح إدراكًا متزايدًا بأن مستقبل النمو العالمي لن يُصنع من مركز واحد، بل من خلال شراكات متوازنة بين آسيا وإفريقيا، تقوم على تبادل الخبرات، وتكامل الموارد، واحترام خصوصية كل سوق وثقافة.
خلال المؤتمر، لفت انتباهي حجم النقاشات الجادة حول الاستثمار المستدام، نقل التكنولوجيا، توطين الصناعة، وبناء رأس المال البشري. لم تكن الأحاديث نظرية أو شعارات، بل نقاشات عملية تعكس رغبة حقيقية في الانتقال من مرحلة الكلام إلى مرحلة التنفيذ.
مشاركة هذا التنوع من صناع القرار، والمستثمرين، ورواد الأعمال، أكدت لي أن إفريقيا وآسيا تمتلكان ما يكفي من العقول والقدرات لصياغة نموذج تنموي مستقل، بعيدًا عن التبعية، وقائم على المصالح المشتركة لا العلاقات غير المتكافئة.
ومن موقعي كمستثمر يعمل عبر أسواق متعددة، أؤمن أن مثل هذه المؤتمرات تمثل فرصة حقيقية لفتح آفاق جديدة للتعاون، خاصة في قطاعات حيوية مثل الصناعة، البنية التحتية، التعليم، والطاقة، وهي القطاعات التي تشكل العمود الفقري لأي نهضة اقتصادية حقيقية.
ما خرجت به من مؤتمر Afro-Asian هو قناعة أعمق بأن المستقبل سيكافئ من يملك رؤية طويلة المدى، وشجاعة الشراكة، والقدرة على بناء جسور الثقة بين الشعوب قبل رؤوس الأموال.
الشكر لكل القائمين على هذا المؤتمر، ولكل من شارك بفكر ورؤية وإرادة حقيقية للتغيير.
والأهم… أن يتحول هذا الحوار إلى خطوات عملية تترك أثرًا ملموسًا على أرض الواقع.

إرسال تعليق