بقلم: شيماء حامد
مرشد نفسي وزواجي وتربوي
كوتش علم نفس إيجابي
مدرب معتمد من الاتحاد الدولي للمدربين العرب
داعية إسلامية
إدارة الضغوط: ثلاثية القوة – المعرفة، العبادة، والمرونة النفسية
مقدمة
الضغوط جزء لا يتجزأ من حياتنا اليومية، لكنها ليست مجرد عائق… بل فرصة للنمو والتطور إذا تعلمنا إدارتها بطريقة واعية.
علم النفس الإيجابي يؤكد أن الوعي بالذات وفهم الضغوط يمكن أن يحولها من عبء إلى طاقة إيجابية تدفعنا للأمام، بينما يمنح الجانب الروحي طمأنينة وثباتًا داخليًا.
---
الجانب المعرفي: فهم الضغوط والحكمة منها
لكي نتعامل مع الضغوط بفاعلية، يجب أولًا فهمها وتحليلها:
التعرف على تأثير الضغوط على الجسم والعقل.
النظر للضغط كإشارة للتغيير وفرصة للتعلم.
تطوير استراتيجيات عملية لإعادة صياغة التحديات وتحويلها لطاقة إيجابية.
هذه المعرفة تمنحنا وضوح الرؤية وتساعدنا على اتخاذ قرارات أفضل، قبل أن تتحول الضغوط إلى توتر مفرط أو انفعالات سلبية.
---
الجانب الروحي: العبادة مصدر القوة والثبات
الجانب الروحي هو حجر الأساس لمواجهة الضغوط:
الصلاة: تهدئة القلب والجسم، وتنظيم الجهاز العصبي، وتعزيز التركيز على الحلول.
الذكر والدعاء بأسماء الله الحسنى: يمنح الإنسان الطمأنينة، ويقوي الإرادة، ويعيد إحساس السيطرة على النفس.
الاعتماد على الله سبحانه وتعالى كمصدر القوة المطلق، وهو ما يعطينا الثقة في مواجهة التحديات والهموم.
كما علمنا القرآن:
> “فإن مع العسر يُسرًا، إن مع العسر يُسرًا”
“ألا بذكر الله تطمئن القلوب”
وفي السنة، نجد النبي ﷺ نموذجًا حيًا، ففي حادثة الإفك حين واجه اتهامات باطلة وضغوطًا نفسية شديدة، تصرّف بصبر وثقة بالله، ولم يسمح للضغوط أن تحرك قلبه بلا حكمة، بل استخدمها للتثبت واتخاذ القرار الصائب.
---
الجانب النفسي: تعلم المرونة النفسية
علم النفس الإيجابي يعلّمنا أن المرونة النفسية مهارة يمكن اكتسابها:
1. التسمية الواعية للعاطفة: قول “أنا متوتر” أو “أنا قلق” يخفف الضغط النفسي.
2. إعادة صياغة التحديات: النظر للضغوط كفرصة للتعلم والنمو.
3. تنظيم التنفس والهدوء: دقائق من التنفس العميق تهدئ الجهاز العصبي وتعيد التركيز.
4. تحديد الإجراءات العملية: التركيز على ما يمكن تغييره بدل الانشغال بما لا نستطيع التحكم فيه.
ومن منطلق الوعي، عمل الفريق الواعي على تعليم الشباب كيفية مواجهة الضغوط النفسية والاجتماعية من خلال مبادرة واعد، كما ساهم في نشر الوعي النفسي والتربوي من خلال مبادراته الأخرى، لتعزيز القدرة على التحكم بالضغوط بطريقة عملية ويومية.
خاتمة
إدارة الضغوط تتطلب توازنًا بين المعرفة، العبادة، والمرونة النفسية:
الجانب المعرفي يمنحنا الفهم والحكمة.
الجانب الروحي يمنحنا القوة والثبات والطمأنينة.
الجانب النفسي يعلمنا المرونة والتصرف الواعي.
بهذه الثلاثية، تتحول الضغوط من عقبة إلى فرصة للنمو والتقدم، ونصبح قادرين على مواجهة تحديات الحياة بثقة ووعي، والاستفادة منها لتقوية الذات وتحقيق الاستقرار الداخلي.


إرسال تعليق