محمد حماده.. صاحب “قهوة على الرماله” الذي صنع هوية شارع بأكمله
بقلم: مروة جمال – عاشقة القهوة
في زاوية هادئة من شارع محمد محمود باشا في أبوتيج، الشهير بين الأهالي باسم شارع المطرانية، يقف شاب أصبح جزءًا من ملامح المكان لدرجة أن المارة يعرفونه قبل أن يعرفوا اسم القهوة نفسها. إنه محمد حماده، صاحب “قهوة على الرماله”، الذي استطاع أن يحوّل نقطة صغيرة على الرصيف إلى مساحة دافئة تستقبل الجميع بروح لا تخطئها العين.
محمد ليس من أصحاب الضوضاء ولا ممّن يلهثون خلف الشهرة. يكفي حضوره الهادئ، ابتسامته الخفيفة، وطريقته الرصينة في تحضير القهوة لتشعر أن المكان مختلف. كلمة "اتفضل" التي يقولها ببساطة وود، جعلت كثيرين يعتبرون قهوته محطة أساسية في يومهم، حتى لو احتاج الأمر أن يسلكوا طريقًا أطول فقط كي يمروا من عنده.
أهل الشارع اعتادوا رؤيته كل صباح؛ يعرف ملامح المارين حتى لو شاهدهم مرة واحدة، وفي عينيه دائمًا تلك اللمعة الودودة التي تجعل الزائر يشعر أنه ضيف مرحّب به لا مجرد زبون عابر. ومع الوقت، صار وجوده جزءًا من هوية الشارع، وصار المكان قطعة من ذاكرة أبوتيج نفسها.
القهوة عند محمد ليست مجرد فنجان، بل حكاية تُروى في كل حركة من يده الهادئة، في رائحة البن الممزوجة بهدوء الصباح، وفي نار صغيرة تقف على الرصيف كأنها تشعل يومًا جديدًا بروح مختلفة. من دون مبالغة، أصبحت “قهوة على الرماله” محطة هروب لطيف من صخب الحياة، يلجأ إليها من يريد خمس دقائق من السلام.
أثبت محمد حماده أن النجاح لا يحتاج أضواءً ولا لافتة ضخمة، بل يحتاج قلبًا يعرف طريقه، وخطوة ثابتة، وإصرارًا لا يعلو صوته لكنه يعلو أثره. من خلال مكان بسيط وابتسامة صافية وحلم لم يتخلَّ عنه، تمكن من أن يصنع مشهدًا يوميًا جميلاً في قلب أبوتيج.
ومع مرور الأيام، لم تعد القهوة مجرد مكان، بل أصبحت قصة شاب وقف على قدميه، ورسم طريقه بيده، وترك بصمة واضحة في شارع كامل يعرف اليوم أن “قهوة على الرماله” ليست مجرد قهوة… بل روح صنعتها شخصية اسمها محمد حماده.
.jpg)
إرسال تعليق