أيمن أبو وردة: صدمة كبيرة في البيت الابيض



في 28 فبراير، شهد البيت الأبيض اجتماعًا دبلوماسيًا حادًا بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، تحول إلى فضيحة عالمية. كان الهدف المعلن للاجتماع مناقشة اتفاقية معادن تهدف إلى استرداد الولايات المتحدة لأموال تدعي أنها قدمتها لأوكرانيا خلال حربها مع روسيا. 


ومع ذلك، تحول اللقاء إلى مواجهة علنية غير مسبوقة، حيث هاجم نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس زيلينسكي بشكل لاذع، مما أثار استياء الأخير ودفعه إلى التمسك بموقفه.


بدأ الاجتماع بمناقشة اتفاقية المعادن، لكنه سرعان ما تحول إلى صراع كلامي بعد تدخل بنس، الذي اتهم زيلينسكي بعدم الامتنان للولايات المتحدة. رد زيلينسكي بثبات، مما أدى إلى تصاعد التوترات.

 

في النهاية، طرد ترامب الصحافة من الغرفة، وتم إنهاء الاجتماع بشكل مفاجئ، مع طرد الوفد الأوكراني من البيت الأبيض دون توقيع أي اتفاقية.


هذه الحادثة تعكس التوترات العميقة بين البلدين، خاصة في ضوء التاريخ المعقد لأوكرانيا مع الترسانة النووية التي ورثتها عن الاتحاد السوفيتي. 


بعد انهيار الاتحاد السوفيتي في عام 1991، ورثت أوكرانيا ثالث أكبر ترسانة نووية في العالم، لكنها وافقت لاحقًا على نزع سلاحها النووي مقابل ضمانات أمنية من الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا بموجب مذكرة بودابست عام 1994. ومع ذلك، عندما غزت روسيا شبه جزيرة القرم في عام 2014، شعرت أوكرانيا بأن الضمانات الأمنية التي قدمتها مذكرة بودابست كانت فارغة.


اليوم، تطالب أوكرانيا بضمانات أمنية أقوى من الولايات المتحدة، خاصة في ظل تصاعد التوترات مع روسيا. ومع ذلك، يبدو أن إدارة ترامب غير مستعدة لتقديم مثل هذه الضمانات الصريحة، مما يترك مستقبل العلاقات بين البلدين في حالة من عدم اليقين.


اتفاقية المعادن التي كان من المقرر مناقشتها في الاجتماع تهدف إلى استرداد الولايات المتحدة لاستثماراتها في أوكرانيا من خلال مشاركة في الموارد الطبيعية الأوكرانية، بما في ذلك المعادن النادرة مثل الليثيوم والجرافيت. 


ومع ذلك، فإن هذه الاتفاقية تواجه تحديات كبيرة، حيث أن تطوير الموارد المعدنية في أوكرانيا يتطلب استثمارات ضخمة ووقتًا طويلاً، بالإضافة إلى المخاطر الجيوسياسية المرتبطة بالصراع مع روسيا.


والآن، أوكرانيا تجني ثمار غبائها وثقتها العمياء في أمريكا. فما سبب الحرب الحالية ؟ الناتو يريد إنشاء قواعد في أوكرانيا تهدد روسيا، وأوكرانيا تريد الانضمام للاتحاد الأوروبي. 


لو عادت أوكرانيا للتحالف مع روسيا، لكان الناتو وأمريكا هما من يندمان، لكن غباء زيلينسكي بالنسبة لما حدث في لقاء ترامب وزيلينسكى، فإن كلام زيلينسكي الذي استفز ترامب بأن أمريكا آمنة وبعيدة عن التهديدات، هو كلام غير صحيح التهديدات يمكن أن تصل لأمريكا نفسها، وهذا ما جعل ترامب ينفعل ويغضب. 


زيلينسكي يريد ضمانات بأنه إذا تنازل عن موارد بلاده لأمريكا، سيتم وقف إطلاق النار. لكن ترامب لن يوافق، لأن الاتحاد الأوروبي الآن في حالة ارتباك، وأعلن صراحة وقوفه مع أوكرانيا ضد أمريكا. 


حتى الكونجرس ووزير دفاع أمريكا يشكرون ترامب الإثباته أن الولايات المتحدة كانت تستغل، وأن عصر الاستغلال قد انتهى. السؤال هنا : لماذا كل هذا التهور أمام روسيا فقط الإرضاء الآخرين؟


في النهاية، يبدو أن الاجتماع الفاشل بين ترامب وزيلينسكي يعكس التحديات الكبيرة التي تواجه العلاقات بين الولايات المتحدة وأوكرانيا، خاصة في ظل التوترات الجيوسياسية المتصاعدة وعدم الثقة المتبادلة بين الجانبين.

Post a Comment

أحدث أقدم