لاشك أن القوة العسكرية الإسرائيلية في الشرق الأوسط، قوة لا يستهان بها، إلا أنه لا يجب إعطاء تلك القوة حجما أكبر من حجمها، فتلك القوة العسكرية، تتم ممارستها على جماعات شبه عسكرية، لا ترتقي إلى أن تواجه جيوشا منظمة، بكامل العدة والعتاد، كجيش الاحتلال
دعونا لا ننسى ما حدث في حرب السادس من أكتوبر عام 1973، فعندما دخل جيش الاحتلال بمواجهة مباشرة مع الجيش المصري، وهو قوة نظامية عسكرية بكامل تجهيزاتها وأجهزتها، رأينا أسطورة الجيش التي لا يقهر، تسقط على الأرض بفعل خراطيم المياه، وشاهدنا جنود هذا الجيش وهم يركدون ذعرا من الجندي المصري، وفي نهاية الحرب، عادوا إلى منازلهم بعد أن سقطوا في الأسر، لكن عودتهم تلك ظلت عالقة في الأذهان، بسبب الشكل المذل الذي عاد به هؤلاء الجنود، حيث قرر الرئيس الراحل محمد أنور السادات، إرجاعهم إلى منازلهم وهم يرتدون البيجامات الكاستور
ولعل السؤال الأبرز في عقول العرب والعالم أجمع، هو ماذا تريد إسرائيل، بعد اجتياح غزة بأكملها وتدمير القطاع وإبادة أحياء بداخله وارتكاب أبشع الجرائم، ثم العمليات العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية لتوسيع رقعة المستوطنات، ثم بعد ذلك محاولة اجتياح لبنان بريا في عملية وصفتها هي والولايات المتحدة بالمحدودة، ثم استهدافات واغارات جوية بسوريا واليمن وعن قرب العراق، إذن ماذا تريد إسرائيل من هذه الصراعات التي تمضي يوما تلو الآخر تؤجج فيها؟
المدهش في الأمر، أنه حتى لا يستطيع أي مسؤول إسرائيلي، الإجابة عن هذا السؤال، فنجد في تصريحاتهم، تضاربا شديدا في الأقوال، فتارة يؤيدون تلك العمليات وتارة يرفضونها، وكل ما على ألسنتهم، هو حماية شعبهم المزعوم من الصواريخ، والقضاء على عناصر حماس وحزب الله
لكن الإجابة عن سؤال ماذا تريد إسرائيل، تتضح في كلمات معدودة، وهي أجندة استيطانية عبرية، من أجل توسيع رقعة دولتها المزعومة، تحت مسمى الدفاع، والطريف في الأمر، أن هذا الجيش الذي ييرتكب كل هذه المجازر، يطلق على نفسه جيش الدفاع
تطلعات إستيطانية كبيرة من الاحتلال، لتوسيع مساحة دولتهم المزعومة، ومساعدات غربية لتمكنهم من تحقيق ذلك، ودعونا لا ننسى أنه عندما سُ ئل كبار المسؤولين الإسرائيليين عن حدود دولة إسرائيل، أجاب وقال إن حدود دولة الكيان تكون عند آخر نقطة تصل إليها أقدام جنوده
إذن هم يريدون دولة كبرى في الشرق الأوسط، لا فلسطين، لا لبنان، لا العراق، لا سوريا، لا اليمن، لا للعرب، إسرائيل فقط، لكن هذا الحلم الحقير لم ولن يتحقق، فطموحاتهم بالإستيلاء على كامل الأراضي العربية، دائما ما تسقط أمام الدولة المصرية، التي كانت ولا زالت وستظل حائط صد منيع، أمام تلك الرغبات الشاذة، وقوة عسكرية في المنطقة، تقف دائما حائلا أمام ما يريدونه هم ومن ورائهم.
تحرير/فاتن عبدالعزيز
إرسال تعليق