تُعتبرنقطة تحول في تاريخ مصر الحديث، لما حملته من دلالات تفوق العسكرية المصرية، وقدرتها على التخطيط وإدارة التسليح والمخابراتية لتحقيق عنصر المفاجأة، وصولا إلى رسائل الانتصار “الكاسح”، حتى وإن كانت مبطنة في "بيجامات الكستور"
تجسدت في "البيجامة الكستور" روح المصريين في تغيير مجريات الحرب من عسكرية قتالية في الميدان إلى “نفسية”، لكسر شوكة عدوها، وهو ما يتجسد كل عام مع خروج صور ومقاطع فيديو الأسرى الإسرائيليين في حرب أكتوبر، وهم مرصوصون في ملابس مخططة بـ"الأبيض والأسود"
برزت قصة “البيجامة الكستور” باعتبارها واحدة من التفاصيل الرمزية التي أثرت في نفوس الجنود الإسرائيليين بعد الحرب، إذ أنه وبعد تحقيق مصر الانتصار العسكري على العدو الإسرائيلي في حرب 1973، أمر الرئيس الراحل أنور السادات بتوزيع “الكستور” على الأسرى الإسرائيليين خلال عملية تبادل الأسرى، وهدف هذا القرار إلى استخدام هذه الملابس التقليدية كوسيلة لتأكيد الهوية المصرية وإظهار القوة، ولكن كان له دلالة أعمق تتعلق بالإهانة النفسية للجنود الإسرائيليين
اعتبر ارتداء الجنود الإسرائيليين البيجامة الكستور “رمزًا للإذلال”، حيث تعتبر هذه الملابس تقليدية ومحلية، وتمثل الفارق الثقافي بين الأسرى وبلدهم، ما أدى إلى إحساسهم بالضعف والفشل
أظهرت هذه الخطوة كيف أن الجيش المصري استطاع تحويل الأسرى الإسرائيليين من مقاتلين إلى مجرد ضحايا، مما أثر على معنوياتهم، كما تصدرت تلك الصورة الإعلام، مما زاد من تأثيرها النفسي، وظلت في أرشيف الإعلام حتى الأن تعرض دائمًا في ذكرى الحرب
تتميز "بيجامات الكاستور" بأنها مصنوعة من قماش القطن، وكانت شائعة الاستخدام في مصر خلال منتصف القرن الماضي، خاصة في الأرياف، ويلبسها الأطفال عادة بعد عمليات الختام، وهو ما أضفى عليها دلالة ثقافية خاصة، وفي فترة الستينيات، كانت مصر تشتهر بالصناعات القطنية، حيث كانت المنتجات المحلية، مثل البيجامات الكاستور، تُوزع من خلال المحلات الكبرى مثل "صيدناوي" و"عمر أفندي"، وتصنع في مصانع المحلة للغزل والنسيج.
تحرير/فاتن عبدالعزيز
إرسال تعليق