كتب: محمود سعد.
أعلنت لجنة تحكيم جائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة عن فوز الكاتب والصحفي العراقي أيمن حسن داود بالجائزة لهذا العام، تقديرًا لإبداعه المتميز في كتابة أدب الرحلة بروح معاصرة تنبض بالصدق والعمق والدهشة.
ويُعد هذا الفوز تتويجًا لمسيرة أدبية بدأت منذ سنوات طويلة، حين اختار داود أن يكون للكلمة دورٌ في فهم الذات والعالم، وليس مجرد وسيلة للتسلية أو التوثيق السطحي. نصوصه الرحلية كانت بمثابة اعترافات إنسانية صادقة، تتنقل بين المدن واللحظات والانفعالات، لتعيد لأدب الرحلة مكانته في الأدب العربي الحديث.
لماذا تم اختياره؟
أكدت لجنة التحكيم أن اختيار أيمن حسن داود جاء بعد تقييم دقيق لأعمال كثيرة قدمها كتّاب من مختلف الدول العربية. وقد تم ترشيحه لتميز أسلوبه في الدمج بين البُعد الجغرافي للرحلة، والبعد النفسي والفكري للكاتب، ما جعل تجربته الرحلية مختلفة وأكثر تأثيرًا.
الكتابة عند داود ليست رصداً للأماكن فحسب، بل تقاطعات مع الذات والناس، مع الثقافات والتفاصيل اليومية، التي تتحول إلى مادة أدبية مليئة بالحياة والمعنى.
مسيرة شاب بدأ مبكرًا
أيمن حسن داود لم يكن طارئًا على الساحة الأدبية، فقد عرفه الوسط الثقافي منذ أن كان طالبًا في جامعة الفرات الأوسط التقنية، حيث حصل على المركز الأول على مستوى الجامعة، وكان يصدر كتبًا منذ شبابه الجامعي، وهو ما دلّ على موهبة مبكرة، ومثابرة لافتة.
كتاباته لا تُجامل ولا تتكلف. هو ابن بيئته، لكنه يكتب بروح عالمية، لا تحدّه الجغرافيا، بل يحلّق بالحروف حيث يكون الإنسان هو الجوهر.
عن الجائزة
جائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة، التي تُمنح سنويًا من طرف المركز العربي للأدب الجغرافي (باريس/أبوظبي)، تُعدّ من أبرز الجوائز الأدبية في العالم العربي، وتهدف إلى إحياء تقاليد أدب الرحلة العربي بأساليب جديدة ومعاصرة. وتكمن أهميتها في أنها تفتح المجال للأدباء لتوثيق تجاربهم الشخصية في التنقل واكتشاف العالم من زاوية ثقافية وإنسانية.
الكلمة الأخيرة
فوز أيمن حسن داود هو فوز لجيل شاب لا يزال يؤمن بأن "الأدب هو الحقيقة"، وأن الكلمة، حين تُكتب بصدق، تصل دون استئذان.
هو انتصار للحالمين، للكتّاب الذين يضعون أرواحهم على الورق، ويمنحون قرّاءهم رحلات لا تنتهي.
إرسال تعليق